الاعتناء بكبارنا

في زمن جائحة كوفيد-19

إنّ كبارُنا هم أكثر عرضةً من غيرهم للإصابة بالأمراض الخطيرة الناتجة عن فيروس كوفيد-19. ومن الأسباب التي تعرّضهم لهذا الفيروس التغيرات الجسدية المرتبطة بالتقدّم في السن، ضعف وظيفة الجهاز المناعي وتداعيات صحية أخرى.

مع التقدّم في السنّ، يتعرّض البالغون لمشاكل صحية متنوعة، مثل أمراض القلب، داء السكري، مشاكل الرئة والسرطانات. ويشكل كل من تلك الحالات عاملاً مساهمًا في معاناتهم العواقب الناتجة عن فيروس كوفيد-19.

بما أنّ عمليات إنتاج الخلايا البيض في النخاع العظمي تتباطأ لدى المسنين، يبقيهم ذلك مع عدد غير كافٍ من الخلايا اللازمة لمكافحة أي عدوى. بالتالي، يعجز جهازهم المناعي عن التعرّف على الفيروس بالسرعة التي نجدها لدى الشباب؛ وبحلول تعرّف جهازهم عليه، يكون قد وصل الفيروس إلى الرئة وفات الأوان.

مع استمرار فيروس كوفيد-19 بتهديد العالم، لا بدّ من التنبّه إلى الصحة الجسدية، والنفسية-الاجتماعية لكبارنا. في ظلّ  الأيام العصيبة التي نشهدها، بات البالغون يشتاقون إلى النزهات الخارجية الاعتيادية، الطقوس الدينية، النوادي وحتى الزيارات الاجتماعية القصيرة.

اكتشفوا أدناه كيف يمكن مساعدتهم على الاعتناء بصحتهم الجسدية والنفسية والمحافظة على معنويات عالية وتفكير إيجابي.

 

المساعدة على المحافظة على النشاط

لطالما كانت اللياقة البدنية عاملاً أساسيًّا في الحفاظ على الصحة. لذا، نوصي بمساعدة البالغين على اعتماد خطة تحافظ على نشاطهم ضمن المنزل أو الحديقة: يكفي تمرين خفيف لمساعدتهم على الحفاظ على جهازهم المناعي ووظيفة الهضم وعضلات المثانة والحوض وكثافة العظام.

 

الحفاظ على النباهة الذهنية

يمكنكم إلهاء وتسلية المسنين من خلال ألعاب التحدّي الذهني: على سبيل المثال، يمكنكم مشاركة جدّكم أو جدّتكم في لعبة شطرنج على الإنترنت وتشيجعهم على فكّ الألغاز، حل الكلمات المتقاطعة والإجابة على الاختبارات القصيرة.

 

منح الأهداف

من خلال إعطاء البالغ المضطر إلى البقاء في المنزل مهمة يومية محدّدة، يمكنكم مساعدته على تفادي المشاعر السلبية، كالاكتئاب وتخفيف مستويات الإجهاد والقلق لديه.

ولمساعدة أحبائكم على الانخراط بالأمور اليومية والتركيز على هدف محدّد يبعدهم عن الشعور بالوحدة، يمكن اقتراح نشاطات معيّنة، كتبادل الرسائل مع أفراد أصغر سنًّا في العائلة، الاعتناء بالحديقة أو تعلّم مهارة جديدة، كالرسم.

إنّ التزام المنزل بطريقة إرادية قد يكون أيضًا فرصة لتشجيع البالغ على قضاء وقت ممتع من خلال طهي وجبة يحبّها أفراد العائلة، ومشاركة سائر العناصر في المنزل الأغنيات أو الأفلام المفضلة.

 

التواصل والحفاظ على الصحة العاطفية

إن إحدى الطرق الحيوية لتخفيف احتمال إصابة أحد أفراد العائلة بفيروس كوفيد-19 هو الحدّ من الزيارات الشخصية.

وعندما تتصلون هاتفيًّا بأحبائكم، حاولوا تجنب التحدث عن الفيروس. فقد تكون محادثة مرحة وبسيطة كفيلة بإراحتهم. احرصوا على مكالمتهم عبر الفيديو إذ تمنح رؤية البالغ لوجه المتكلم شعورًا  أكبر بالراحة والطمأنينة.

 

 

المحافظة على نسبة الماء في الجسم

في حال الرعاية المنزلية، من الضروري الحرص على شرب البالغ كمية كافية من الماء خلال النهار وبطريقة يومية للحفاظ على الرطوبة في الجسم.

 

المساعدة على الشعور بالأمان

يحتاج البالغ الجالس في المنزل إلى عناية خاصة، لا سيّما إن كان يعاني السلس البولي. بإمكانكم مساعدته في نشاطاته اليومية، مثل تناول الدواء والحفاظ على عادات النظافة الشخصية. يمكنكم أيضًا تأمين التموين الكافي من حفاضات البالغين.

 

تأجيل الزيارات الطبية غير اللازمة

  • تجنّب زيارات المستفشى خلال الجائحة
  • تفادي الجراحات غير الضرورية، كعملية ماء العين، الفتق واستبدال مفصل الركبة

 

الحفاظ على نظافة اليدين لتأمين السلامة

اغسلوا أيديكم بانتظام بواسطة الصابون والماء لمدة 40 ثانية على الأقل قبل تقديم الرعاية، تحضير الطعام وتغيير الحفاض. احرصوا أيضًا على تعقيم أدوات وأجهزة التنقل، مثل المشّايات، العصي ومسكات الدرابزين.

 

المساعدة على تناول طعام صحي

يشكو الكبار في السن من ازدياد الشهية خلال التزام المنزل، وذلك بسبب تناولهم الكثير من الأطعمة غير الصحية. حضّروا وجبات صحية لأحبائكم. شجّعوا أيضًا الأشخاص الذين يعانون السلس البولي على اتباع عادات غذائية صحية تمنع ازدياد الوزن وتساعدهم في معالجة مشاكل فرط عمل المثانة.

يشكّل التفكير الإيجابي دعمًا كبيرًا للبالغين. كل ما عليكم فعله هو طمأنتهم بأنّ اتباع التدابير الوقائية اللازمة سوف يحافظ على صحتهم.